ملعب مونتجويك ويكيبيديا تاريخ بناء ملعب مونتجويك
ملعب مونتجويك ويكيبيديا: تحفة معمارية وتاريخ رياضي عريق
يُعد ملعب مونتجويك، أو كما يُعرف رسميًا باسم "الاستاد الأولمبي لويس كومبانيس"، واحدًا من أبرز المعالم الرياضية في مدينة برشلونة الإسبانية، بل وفي أوروبا كلها. يقع هذا الصرح الرياضي الشهير على تلة مونتجويك ذات الإطلالة الخلابة على المدينة، وهو مكان غني بالتاريخ والأحداث الرياضية الكبرى، ويشكل جزءًا من الذاكرة الرياضية والثقافية لبرشلونة وكتالونيا.
تاريخ ملعب مونتجويك وبناؤه
تم بناء ملعب مونتجويك في عام 1927، استعدادًا لاستضافة معرض برشلونة الدولي عام 1929، وكان حينها رمزًا للتقدم والنهضة المعمارية في كتالونيا. في البداية، كانت طاقته الاستيعابية محدودة مقارنة بالملاعب الكبرى، لكنه خضع لتوسعات عديدة على مدار العقود. وكان يُعرف باسم "الاستاد الأولمبي" حتى تمت تسميته لاحقًا باسم الزعيم الكتالوني لويس كومبانيس، الذي أُعدم خلال حكم الجنرال فرانكو، تكريمًا له ولرمزيته في تاريخ كتالونيا.
أولمبياد برشلونة 1992
شهد ملعب مونتجويك ذروة مجده عندما تم اختياره ليكون الملعب الرئيسي لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1992 في برشلونة. وخضع حينها لتجديدات شاملة جعلته في مصاف الملاعب العالمية، من حيث البنية التحتية والتجهيزات الفنية. تم توسيع قدرته الاستيعابية لتصل إلى نحو 60,000 متفرج، وتم تزويده بأحدث الأنظمة الإلكترونية والتقنيات الرياضية آنذاك. استضاف حفلَي الافتتاح والختام للأولمبياد، بالإضافة إلى العديد من المنافسات، مما منحه شهرة عالمية واسعة.
الاستخدامات الرياضية
إلى جانب الأولمبياد، استخدم الملعب على مدار تاريخه لاستضافة مباريات كرة القدم وأحداث رياضية مختلفة. وكان نادي إسبانيول قد اتخذ من الملعب مقرًا له بين عامي 1997 و2009، قبل أن ينتقل إلى ملعبه الجديد. كما استضاف مباريات دولية للمنتخب الإسباني ومناسبات كبرى في ألعاب القوى ورياضات أخرى.
وفي عام 2023، عاد ملعب مونتجويك إلى الواجهة من جديد بعد أن قرر نادي برشلونة استخدامه كمقر مؤقت لمبارياته خلال فترة تجديد ملعب "كامب نو". وعلى الرغم من أن سعته أقل من ملعبه المعتاد، فإن أجواءه التاريخية وموقعه المميز أعاداه إلى دائرة الضوء.
التصميم والموقع
يقع الملعب في قلب تل مونتجويك، وهي منطقة سياحية وثقافية في برشلونة تضم أيضًا متاحف وحدائق ومرافق ثقافية. التصميم المعماري للملعب يمزج بين الطراز الكلاسيكي والحداثي، ويمنح الزوار تجربة فريدة سواء من داخل المدرجات أو خارجها. وقد تم الحفاظ على جزء كبير من مظهره الأصلي بعد التجديد، مما جعله معلمًا سياحيًا ورياضيًا في الوقت ذاته.
الختام
يظل ملعب مونتجويك رمزًا من رموز برشلونة وتاريخها الرياضي. يجمع بين العراقة والتجديد، وبين التاريخ الكتالوني والروح الرياضية العالمية. وهو ليس مجرد ملعب لكرة القدم أو للألعاب الأولمبية، بل هو مسرح لذكريات لا تُنسى، ومكان تتلاقى فيه الرياضة مع الثقافة والسياسة والتاريخ.